لا يمكن الغلو في تقدير الأهمية التي تكتسيها الأنهار بالنسبة إلى البشرية. فقد كانت الأنهار من الأصول الاستراتيجية بالنسبة إلى مختلف الحضارات منذ العصور القديمة، كما أنها مثّلت موارد للبشر عبر الحدود والتخوم.
وفي إطار الدورة الهيدرولوجية العالمية، تعمل الأنهار كأنابيب تجلب الأمطار والثلوج والجليد والمياه الجوفية إلى محيطات العالم. بيد أنّ عوامل التلوث، وبناء السدود والخزانات وممارسات الري الزراعي المكثّف غيّرت بشكل كبير معظم أكبر الأنهار ومستجمعات المياه في العالم. كما أن هذه العوامل أثّرت في معدلات تصريف تدفقات المياه وموسميتها، وساهمت في تدهور جودة المياه، وألحقت أضرارا بالموائل المائية الحساسة.
وثمّة قدر هائل من الاهتمام الدولي بالمعلومات العلمية التي تساعد في مجال القيادة التعاونية لمياه الأنهار. فباستخدام نظائر الأكسيجين والهيدروجين، يمكن تتبّع مصادر مياه الأنهار، في حين أن النيتروجين والكربون والنظائر الكبريتية وغيرها من البرامترات الجيوكيميائية تُقيّد ديناميات المغذيات والرواسب في أحواض البحيرات وتُساعد على نمذجتها. وبغية تحسين فهمنا العالمي بشأن الأنهار، استحدثت الوكالة أداة إلكترونية خاصة بالموارد تتضمن معلومات من هذا القبيل، وهي الشبكة العالمية لاستخدام النظائر في دراسة الأنهار.