التقنيات النووية تساعد الصادرات الغذائية التايلندية

باستطاعة تايلند الاستمرار في تصدير مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية بفضل تعاون يمتدُّ لأربع سنوات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من أجل مساعدة هذا البلد على ضمان اختبار ومراقبة سلامة الأغذية على نحو موثوق بالاستعانة بالتقنيات النووية.

إجراء اختبارات سلامة الأغذية باستخدام التقنيات النووية يساعد تايلند في الحفاظ على صادراتها الغذائية. (الصورة من: مكتب مراقبة جودة المنتجات الحيوانية)

باستطاعة تايلند الاستمرار في تصدير مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية بفضل تعاون يمتدُّ لأربع سنوات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من أجل مساعدة هذا البلد على ضمان اختبار ومراقبة سلامة الأغذية على نحو موثوق بالاستعانة بالتقنيات النووية.

ففي الفترة بين عامَي ٢٠١٦ و ٢٠١٨، واجه أحد المختبرات الرئيسية لمراقبة سلامة الأغذية في تايلند صعوباتٍ في اختبار المنتجات الغذائية الحيوانية بحثاً عن مخلَّفات الأدوية البيطرية والملوِّثات ذات الصلة بعدَ تشديد متطلبات جودة الأغذية وسلامتها في أسواق التصدير الرئيسية لهذا البلد. وقد لجأ هذا البلد إلى الوكالة للحصول على الدعم. وشرعت الوكالة، في شراكة مع الفاو، في برنامج مدته أربع سنوات لتعزيز قدرات المختبرات والتدريب في مجال استخدام التقنيات النووية والنظيرية التي تسهّل فرز وتحديد المخلَّفات الكيميائية والملوِّثات في الأغذية بالسرعة اللازمة. وقد مكَّن التدريب والمعدات المختبرية المقدَّمَين في إطار برنامج الوكالة للتعاون التقني سلطات تايلند من تلبية المتطلبات الجديدة في أسواقها الرئيسية والاستمرار في تصدير الأغذية، بما في ذلك ما يُقدَّر بنحو ٩٠٠٠٠٠ طن من منتجات الدواجن، و٣٠٠٠ طن من العسل ومنتجات العسل.

وقالت أبيشايا سونغثونغ، عالمة الطب والمحللة في مختبر الصحة العامة البيطرية التابع لمكتب مراقبة جودة المنتجات الحيوانية (BQCLP)، وهو المختبر الرسمي وبمثابة السلطة الوطنية المختصة في سلامة الأغذية: "لقد تحسَّنت قدراتنا المختبرية للكشف عن سلامة الأغذية بشكل كبير بفضل الوكالة والفاو. ويمكننا مساعدة تايلاند بشكل أكثر فاعليةً لضمان أن المنتجات الغذائية خاضعة لمراقبة جيدة وآمنة من المزرعة إلى المائدة."

وتُعدُّ تايلاند إحدى أكبر البلدان المصدّرة للمواد الغذائية في آسيا. ويجب أن تفي بمعايير السلامة والاختبار الناشئة إذا ما أرادات الحفاظ على اقتصادها القائم على التصدير وتنميته.

وقال جيمس ساسانيا، أخصائي سلامة الأغذية في الشعبة المشتركة بين الفاو والوكالة لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة: "وعي المستهلكين الآخذ بالتزايد والمعايير الصارمة لسلامة الأغذية والمبادئ التوجيهية بشأن الأسواق الوطنية والدولية جنباً إلى جنب مع أوجه التقدُّم في التكنولوجيا التحليلية كلها أمور تستلزم من المختبرات أن تكون مجهزةً بشكل أفضل وأن يحدّث المحللون معارفهم ومهاراتهم."

وفي المختبر التابع لمكتب مراقبة جودة المنتجات الحيوانية تمَّ تدريب أكثر من ٢١ محللاً على استخدام التقنيات النظيرية وتقنيات فحص مستقبِلات الإشعاعات (انظر فحوص مستقبِلات الإشعاعات) من خلال برنامج الوكالة للتعاون التقني. كما تم تزويد العلماء وتدريبهم على بروتوكولات الأساليب التحليلية وإجراءات العمل النمطية لاختبار سلامة الأغذية. وتم توفير مزيد من التدريب والإرشادات بشأن تقنيات أخذ العينات وإدارة جودة المختبرات بالإضافة إلى تحديد مخططات اختبارات الكفاءة الملائمة والتنفيذ الفعَّال لها. وتلقَّى المختبر أيضاً مجموعة من المعدات والأجهزة، ومعايير النظائر المستقرة، وأطقم الاختبار، والإمدادات ذات الصلة.

thailand-food-exports21140x640.jpg

يضطلع مختبر مكتب مراقبة جودة المنتجات الحيوانية بدور بارز في مراقبة سلامة الأغذية. نشاهد هنا فنية مختبرات تتحقَّق من عينات مخلَّفات عقاقير بيطرية. (الصورة من: مكتب مراقبة جودة المنتجات الحيوانية)

التعاون الإقليمي

يضطلع المختبر التابع لمكتب مراقبة جودة المنتجات الحيوانية بدور بارز في مراقبة سلامة الأغذية على المستوى الإقليمي، فهو يمثّل مختبراً مرجعيًّا للأغذية لمراقبة مخلَّفات العقاقير البيطرية في رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان). وللحفاظ على هذه المكانة، يتطلب الأمر اعتماد ISO/IEC 17025، وهو المعيار الدولي لمختبرات الاختبار والمعايرة. وساعد التدريب الذي قدمته الوكالة والفاو المختبرَ المذكور في الحفاظ على هذا المعيار، ما مكَّن بلدان المنطقة من مواصلة إرسال عينات للمختبر بهدف تحليلها، الأمر الذي يوفر نتائج اختبار أسرع وبتكلفة أقلّ مما لو أُرسلت العينات إلى بلدان أبعد.

وتُنقل أيضاً التقنيات التحليلية إلى الخبراء في بلدان أخرى في إطار مشروع إقليمي، ويتلقى علماء من منطقة آسيان التدريب في تايلاند لتعزيز مراقبة سلامة الأغذية في بلدانهم الأصلية. ومنذ بداية المشروع الإقليمي في عام ٢٠١٦ ومشروع وطني تكميلي في عام ٢٠١٨، قام المختبر التابع لمكتب مراقبة جودة المنتجات الحيوانية بتدريب ٢٧ عالماً.

وكمبوديا من البلدان التي استفادت من خبرة تايلاند الجديدة. فقد تلقَّى اثنان من محللي المختبرات من كمبوديا التدريب في المختبر المذكور. وقال نجيت كيري، رئيس مختبر العقاقير ومخلَّفات العقاقير البيطرية في المعهد الوطني لبحوث الصحة الحيوانية والإنتاج الحيواني في كمبوديا: "اكتسب اثنان من محللي المختبرات لدينا معرفة وخبرة قيّمة في مجال اختبار سلامة الأغذية في مختبر مكتب مراقبة جودة المنتجات الحيوانية، ونحن نطبّق ما اكتسباه لتطوير مختبرنا".

thailand-food-exports21140x640.jpg

The BQCLP’s laboratory has a key role in food safety control. Here a technician checks samples for veterinary drug residues. (Photo: BQCLP)

Regional cooperation

The BQCLP’s laboratory has a key role in regional food safety control, as it serves as an ASEAN Food Reference Laboratory for Veterinary Drug Residues. To maintain this status, it requires ISO/IEC 17025 accreditation, the international standard for testing and calibration laboratories. The training from the IAEA and FAO helped the BQCLP laboratory maintain this standard, enabling countries from the region to continue sending samples for analysis to the laboratory, providing quicker test results at a lower cost than if samples were sent to countries further afield.

Analytical techniques are also being passed on to experts in other countries through a regional project framework, and scientists from the ASEAN are region receiving training in Thailand to enhance food safety control in their home countries. Since the beginning of the regional project in 2016 and a supplementary national project in 2018, 27 scientists have been trained by the BQCLP’s laboratory.

Cambodia is one of the countries that has benefitted from Thailand’s new expertise. Two of its laboratory analysts were trained at the BQCLP. “Two of our laboratory analysts gained valuable knowledge and experience on food safety testing at BQCLP that we are now applying to our developing laboratory,” said Nget Kiry, Head of Cambodia’s Veterinary Drug and Drug Residue Laboratory of the National Animal Health and Production Research Institute.