دراسة استقصائية أجرتها الوكالة تظهر تبايناً في استعادة مستويات ما قبل الجائحة في اختبارات أمراض القلب

تُعدُّ أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، حيث يتوفى بسببها حوالي 18 مليون شخص سنوياً. وتستأثر البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بأكثر من ثلاثة أرباع هذه الوفيات.

أظهرت دراسة استقصائية أجرتها الوكالة وجود تباين عالمي في استعادة مستويات الاختبارات التشخيصية للقلب إلى ما كانت عليه قبل الجائحة. (الصورة من: أليخاندرا سيلفا، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تُعدُّ أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، حيث يتوفى بسببها حوالي 18 مليون شخص سنوياً. وتستأثر البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بأكثر من ثلاثة أرباع هذه الوفيات.

وقالت ديانا باييز، رئيسة قسم الطب النووي والتصوير التشخيصي في الوكالة: " لقد أدَّت الجائحة إلى تعطيل خدمات الرعاية الصحية في جميع المناطق وأثَّرت في الخدمات المتعلقة بإدارة الحالات المزمنة، مثل أمراض القلب. لكنّ استعادة خدمات تشخيص أمراض القلب، على وجه الخصوص، شهدت تبايناً على الصعيد العالمي، حيث تعافت هذه الخدمات بشكل كبير في البلدان ذات الدخل المرتفع في حين ظلت عند مستويات متدنية في البلدان ذات الدخل المنخفض".

التقدير الكمي لآثار جائحة كوفيد-19

انقضى أكثر من عامين على إعلان منظمة الصحة العالمية في آذار/مارس 2020 تفشي جائحة كوفيد-19. وفي بداية الجائحة، أجرت الوكالة دراسة استقصائية عالمية قدَّمت تقديراً كميًّا لحجم الانخفاض العالمي في إجراءات تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية من 2019 إلى 2020. وأظهرت الدراسة أنَّ الإجراءات القياسية لتشخيص أمراض القلب، مثل رسم القلب بالموجات فوق الصوتية وتصوير الأوعية الدموية واختبارات الإجهاد، تراجع عددها بنسبة 84% في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وبنسبة 79% في أفريقيا بين آذار/مارس 2019 ونيسان/أبريل 2020.

وأظهرت دراسة استقصائية أجرتها الوكالة  للمتابعة، عن طريق النظام الدولي لتكامل البحوث (IRIS)، أنَّ معدلات استعادة هذه الاختبارات بقيت منخفضة نسبياً حتى نيسان/أبريل 2021،  فلم تتجاوز نسبة الإجراءات المنفذة  58% في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا و45% في أفريقيا مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة.

 وقد نُشرت هذه الدراسة في أيار/مايو 2022 في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، وتضمَّنت تقييماً لحجم وأنواع عمليات تصوير القلب  المنفَّذة في 669 مركزاً من مراكز علاج المرضى داخل المستشفيات وفي العيادات الخارجية في  107 بلدان.  وفي المقابل، تحققت معدلات مرتفعة لاستعادة الاختبارات إلى مستويات ما قبل الجائحة، بل تجاوزتها في بعض الأحيان، لتبلغ إجمالاً 99% في البلدان المنتمية إلى الشريحة الأعلى من البلدان ذات الدخل المتوسط و108% في البلدان ذات الدخل المرتفع.   

قال أندرو أينشتاين، الأخصائي في أمراض القلب والباحث في جامعة كولومبيا في نيويورك: "إنَّ هذا التراجع في عمليات التصوير التشخيصي للقلب من شأنه أن يؤدي إلى تدهور حالة المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية في البلدان ذات الدخل المنخفض وبلدان الشريحة الأدنى من الدخل المتوسط في السنوات المقبلة، وبالتالي، زيادة التباينات في صحة القلب والأوعية الدموية على الصعيد العالمي". وقد اشترك آينشتاين وباييز في كتابة الدراستين.

وفيما يتعلق بالاختبارات التشخيصية المختلفة، أظهرت دراسة المتابعة تراجع استخدام اختبار الإجهاد بنسبة 12%،  في حين تزايد استخدام اختبارات التصوير المتقدمة: حيث تزايد استخدام التصوير المقطعي الحاسوبي للقلب بنسبة 14% والتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني بنسبة 22% والتصوير بالرنين المغنطيسي بنسبة 25%.

وقال أينشتاين: "علينا أن ننتظر لنعرف ما إذا كانت السنوات المقبلة ستشهد استمرار التراجع في استخدام اختبارات الإجهاد والزيادة في استخدام التصوير المتقدم للقلب. وأرى في هذا الأمر تطوراً إيجابياً محتملًا بالنظر إلى التوسع في استخدام مجموعةٍ أكثر تنوعاً من طرائق التصوير والاختبارات. فلا يوجد اختبارٌ واحد يناسب جميع المرضى، بل علينا أن نجتهد حتى نجد الاختبار المناسب للمريض المناسب في الوقت المناسب".

وخلصت الدراسة الاستقصائية أيضاً إلى أنَّ الإجهاد النفسي المرتبط بالجائحة قد أثَّر في حوالي 40% من الموظفين، وبالتالي أثّر في رعاية المرضى في 78% من مراكز الرعاية الصحية. وأشارت الدراسة إلى أنَّ معدلات الإجهاد النفسي كانت متساوية تقريباً فيما بين البلدان بصرف النظر عن فئة الدخل، حيث بلغت نسبة الأطباء الذين أفادوا بتعرضهم لإجهاد نفسي مفرط بسبب الجائحة 38% في البلدان ذات الدخل المنخفض و37% في البلدان ذات الدخل المرتفع.

iaea_survey_graphic-ar.png

Quantifying the impact of COVID-19

More than two years ago, in March 2020, the WHO declared the COVID-19 outbreak a pandemic. On the outset of the pandemic, the IAEA conducted a worldwide survey that quantified the global decrease in cardiovascular diagnostic procedures from 2019 to 2020. The survey found standard diagnostic procedures for heart disease, such as echocardiograms, angiographies and stress tests, decreased by 64 per cent from March 2019 to April 2020.

Since then, by April 2021, diagnostic procedures in low-income countries had only recovered by 30 per cent and in lower-middle income countries by 46 per cent, according to a follow-up survey conducted by the IAEA using the International Research Integration System (IRIS). The results, published in May 2022 in the Journal of the American College of Cardiology, evaluated the volume and types of cardiac imaging from 669 inpatient and outpatient centres in 107 countries. Upper-middle-income countries had recovery – and growth – rates of 99 per cent, and high-income countries recovery and growth rates of 108 per cent.

“This decline in cardiac diagnostic imaging has the real potential to lead to worsened cardiovascular outcomes in low- and lower-middle income countries in the years ahead and, thus, increased disparities in cardiovascular health worldwide,” said Andrew Einstein, a cardiologist and researcher at Columbia University in New York. Einstein and Paez were co-authors of both studies.

Of the different diagnostics tests, the follow-up survey revealed that stress testing was used less frequently by 12 per cent, while advanced imaging tests were used more frequently – cardiac computed tomography (CT) increased by 14 per cent and positron emission tomography (PET) and magnetic resonance imaging (MRI) by 22 and 25 per cent, respectively.

“We will need to see whether the decreased use of stress tests and growth of advanced cardiac imaging persists in the years ahead,” Einstein said. “I regard this as a potentially positive development with wider use of a more diverse portfolio of imaging modalities and tests. No one test is right for all patients, rather we strive to find the right test for the right patient at the right time.”

The study also found that pandemic-related psychological stress was estimated to have affected nearly 40 per cent of staff, subsequently affecting patient care at 78 per cent of healthcare centres. The levels of stress were almost equally prevalent across income groups, with about 38 per cent of physicians in lower income countries and 37 per cent in higher income countries reporting excess stress because of the pandemic.

covid-article-change-in-worldwide-cardiovascular-disease-diagnostic-testing-volume-from-baseline.png